بسم الله الرحمن الرحيم... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى أخوتي وأخواتي في الله من يقرأ كلماتي هذه ومن لم يقرأها من تاب
عن الحرام ومن مازال في طريق الظلام يتعثر
من منا لم يخطئ في حياته سواء كان خطأ في الناس أم في حق نفسه
وجل من لا يخطئ,ولكن خير الخطائين التوابين
التوبة تمحو الذنوب
ويحضرني حديث الرسول عليه الصلاة والسلام عن ابن عباس رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا تاب العبد تاب الله عليه ، وأنسى الحفظة
ما كتبوه من مساوئ عمله ، وأنسى جوارحه ما عملت من الخطايا وأنسى
مقامه من السماء ليجيء يوم القيامة وليس شئ من الخلق يشهد عليه بذلك)
وقال الله عز وجل في كتابه العزيز (وإني لغفار ، لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ، ثم اهتدى)
من منا لا يعرف طريق التوبة ؟
أخاطب كل مذنبا ومذنبة بان ترجعوا إلى الله فالعمر يمضي وأنت في ملذات
تؤدي بك إلى الهلاك
انظر إلى الدنيا وكأنك عابر سبيل فيها
حاول أن تنتصر على إبليس والعياذ بالله منهُ
فهو من يبعدك عن طريق النور, يكبلك بذنوبك
ولا تستهن بأخطائك الصغيرة .. فالصغائر تؤدي إلى الكبائر
أطرح سؤالي لأخواني وأخواتي وأتمني أن أجد الجواب الشافي
هل حاسبت نفسك على ما فعلت في يومك وأنت على فراش النوم ؟
هل سألت نفسك إلى أين المسير؟
الإنسان مخير لا مسير, فأيهما أنت مسير أم مخير
انظر إلى أفعالك وحاسب نفسك كل يوم عندها تعرف الإجابة
أيها المذنب قف لنفسك يوما وقل لها, لا
كن يوما اقوي من رغباتِك وشهواتك
أو تعرفون ما سبب تخبط الإنسان في الذنوب ؟
السببُ هو ابتعاده على الله وأول خطواته للخلف هي الابتعاد على كتاب الله
وعن سنن رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام
وهناك من تصل به مرحلة المرض إلى درجة قطع الصلة بينه وبين الله وهي الصلاة
نعم, أقول مرض فالذنوب الصغير هي أعراض مرض فتاك
وهو الكبائر والعياذ بالله
فأن لم تسعف نفسك من الغرق في ملذاتك وشهواتك الزائلة فأنك من المؤكد في
الهلاك إلا من رحم ربي
وماذا بعد إلى أين المسير أيه التائه عن طريق الله
انك تسير نحو منعطف الشيطان والعياذ بالله
أيه التائه دعنا نسير معنا نحو طريق لا منعطفات فيه طريق تخشع له الجبال
إنه طريق النور, طريق الله عز وجلا.
ما أجمل طعم وحلاوة التوبة حاول أن تتذوقها حاول أن تستبدل طعم شهواتك بطعم التوبة
ربما يكون طريق التوبة في البداية صعب وشاق
ولكن في منتصفه اطمئنان وراحة وفي أخره هدى ونور.
هل تعلمون بأنه بعد التوبة الصادقة هناك إكرام من الله لعبده التائب
نعم والله وكيف لا وهو الغفور الرحيم بعباده وأول إكرام من الله للعباد هو:
طهارة ونظافةٌ من الذنوب ، وكأنه لم يذنب قط كيوم ولدتك أمك طاهراً عفيفاً .
محبة الله لك ما أعظمها من محبة فأنت أصبحت قريب من الله
ومحبة العباد لك أيضاً والأمن من الشيطان والأمن من الخوف .
فلا تضيع أخي التائه عن ذكر الله وهذا الإكرام .
وأسال الله تعالى أن يلهمنا وإياكم حقيقة التوبة
ويرزقنا من الخشية ما يحُولُ به بيننا وبين معاصيه ومن الطاعة ما يبلغنا به جنته
ومن اليقين ما يهون علينا مصائب الدنيا ،ولا يجعل الدنيا أكبر همنا
ولا مبلغ علمنا ولا يسلط علينا بذنوبنا من لا يرحمنا والصلاة والسلام على النبي
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العلمين .
وأتمنى من الله أن تكون قد وصلت رسالتي هذه لكل تائه وغافل