www.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
www.ahlamontada.com

احلى منتدى للبنات فقط


    حقوق الانسان وواجباتة فى القران

    avatar
    دموع تائبه


    عدد المساهمات : 70
    تاريخ التسجيل : 10/08/2009

    حقوق الانسان وواجباتة فى القران Empty حقوق الانسان وواجباتة فى القران

    مُساهمة  دموع تائبه الجمعة أغسطس 14, 2009 6:45 pm

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    النص
    الحمد لله الذي أقسم بالعصر إن الإنسان لفي خسر. والشكر له سبحانه الذي استثنى من ذلك الخسران الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الذي عرف الحق وعرَّفه للمسلمين، فكان سراجهم إلى الجنة.. وبعد فإن اهتمامي بموضوع حقوق الإنسان وواجباته في الإسلام كان منذ سنوات وكانت البداية عندما أخذ الاحتفال بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان صفة عالمية ودورية في الوقت الذي تنتهك فيه هذه الحقوق على أيدي بعض المحتفلين بالإعلان عنها والمدعين الحافظة عليها. ورغم أن كتاباتي في هذا الموضوع ضمن ما نشر بجريدة الندوة ومجلة الفيصل كانت قد أخذت كل ما كان يدور بخلدي في حينه إلا أنني كنت دائماً أشعر بالقصور فيما أكتب وأشعر بأن الموضوع له من الجوانب التي يمكن البحث فيها أكبر بكثير مما كتبت وكتب غيري. وفي بداية السنة الأخيرة من القرن الرابع عشر الهجري أصدرت مجلة رابطة العالم الإسلامي عدداً خاصاً عن حقوق الإنسان في الإسلام وكان لي حظ المشاركة في هذا العدد بمقال اختص في تناوله لموضوع حقوق الإنسان بالجمع بين الحق والواجب، وبينت فيه أن القصور الواضح في تناول موضوع حقوق الإنسان هو أن ننظر إليه نظرة سياسية أو نظرة من جانب واحد فقط "جانب حقوق المواطن تجاه الدولة" فنرى أن أغلب المواثيق والمعاهدات والدساتير والإعلانات والاتفاقات الدولية إنما تدافع عن حق الإنسان في الحرية والمساواة والاعتقاد والتعليم وغيرها من الحقوق وكلها لا يستطيع في العصر الحاضر أن ينكرها الإنسان على أخيه الإنسان، ولا يتم انتهاكها بمعرفة الفرد إنما إذا انتهكت فإن ذلك يكون من قبل الدولة فيه التي تستطيع -إذا غُلِبَ الناس على أمرهم- أن تكتب حريتهم أو تحرمهم التعليم أو تحارب معتقداتهم أو تفرق بين غنيهم وفقيرهم أو بين أبيضهم وأسودهم. ولما تفشت كل هذه الصور من صور الاعتداء على حقوق الإنسان في العالم بدأت المنظمات الدولية في الدفاع عن هذه الحقوق وحمايتها ووضعت المواثيق وأعلنت عن استنكارها لكل دولة تعتدي عليها. ولاشك أن هذا شيء عظيم، فالدفاع عن الحريات والمعتقدات والدعوة للمساواة ورفع الظلم شيء لا ينكره أحد. ولكن الدين الإسلامي دين الرحمة المهداة للعالمين، دين فيه منهج الحياتين الأولى والآخرة، لا يكتفي بمثل هذه التطورات العرضية ولا المعالجات الجزئية، فهو دين الشمول، بيَّن فيه رب العزة كل شيء. ولذلك فإن الكاتب المسلم إذا تحدث عن حقوق الإنسان في الإسلام فمن المناسب أن يتناول الموضوع بشمول يتلائم وما جاء به هذا الدين وما تستلزمه الدعوة إليه. ولا أقصد بهذا أنه من الممكن أن يكون هناك بحثاً في هذا الموضوع يحصر كل ما جاء في الشريعة الإسلامية عن حقوق الإنسان بالطبع هذا غير ممكن، ولكن المقصود هو توضيح أن أسلوب المناظرة بين ما جاءت به القوانين الوضعية وما سبق به الإسلام، هو أسلوب أقرب إلى الدفاع منه إلى الدعوة والإفصاح. والإسلام لا يحتاج إلى من يدافع عنه إنما المطلوب هو إزالة الغشاوة عن العيون التي لم ترى ما يحمله الإسلام من خير ورحمة للعالمين. على هذا النهج أردت أن تكون معالجتي للموضوع. فتصورت حقوق الإنسان في الإسلام حقوق متكاملة بين الناس جميعاً. فحقوق أي إنسان هي واجبات على الآخرين. والإنسان في الإسلام تبدأ حقوقه وهو في بطن أمه وقبل أن يظهر على الأرض. فرب العزة سبحانه وتعالى كرم بني آدم بأن جعل له حقوق من أبواب عدله ورحمته وكرمه. وقد أفردنا لما يسر لنا الله معرفته من هذه الحقوق فصلاً خاصاً. أما الحقوق المقابلة لذلك والتي فرضها الله على الناس وفرض لهم أيضاً في نفس الوقت، فقد قسمناها إلى أربعة أقسام : القسم الأول تناول الحقوق المتعلقة بالنفس. والقسم الثاني تناول الحقوق المتعلقة بالمال. والقسم الثالث تناول الحقوق الاجتماعية. والقسم الرابع تناول حق التدين أو حرية العقيدة أو الاعتقاد. وقد بحثنا في هذا القسم الأخير موضوع الارتداد عن الدين في الإسلام، وأوضحنا أن العقوبة على ذلك لا تعني قيداً أو اعتداء على حق الإنسان وإنما هي على العكس عقوبة لحماية الحقوق التي فرضها الله للناس أجمعين. وقد أفردنا لكل قسم من هذه الأقسام فصلاً مستقلاً. والإسلام قد وضع إطاراً عاماً لكل هذه الحقوق. إطار من الآداب العامة والرحمة وحسن الخلق، لذلك أتبعنا الفصول الأربعة السابقة بفصل عن ذلك. والإسلام لم يقف عند حد بيان الحقوق وحمايتها وإلزام المسلمين بها وعقاب من يتعدى عليها. لقد ذهب الإسلام إلى أبعد من ذلك بكثير. فأمر بكل ما يؤدي إلى المحافظة على حقوق الإنسان، ونهى عن كل ما يمس هذه الحقوق أو يؤدي إلى الاعتداء عليها. وقد خصصنا لهذه الأوامر والنواهي فصلاً مستقلاً. إن المهمة الأولى للمسلمين الآن ليست في الدعوة فقط إلى الأخذ بحقوق الإنسان في الإسلام على مستوى عالمي. وإنما المهمة الأولى للمسلمين قبل ذلك هي مواجهة الخطر الداهم على حقوق المسلمين في بلاد المسلمين أنفسهم. هذا الخطر المتمثل في محاكاة المسلمين لغير المسلمين في كثير من الأمور والقضايا والعادات والتقاليد الوضعية القاصرة. فقد أدت هذه المحاكاة إلى الجور على كثير من الحقوق. وقد أفردنا لهذا الموضوع الهام الفصل الأخير من هذا الكتاب. وكان لابد من فصل عن تطور حقوق الإنسان عبر العصور. وفصل عن أوجه القصور في المواثيق الدولية التي تناولت حقوق الإنسان. وقد بدأنا الكتاب بالفصلين على التوالي. تلك عشرة كاملة نرجو أن يباركها الله تعالى. والآن أترك القارئ الكريم مع صفحات هذا الكتاب بعد أن أستحلفه بقيوم السماوات والأرض إذا ظهر له خطأ أن يرده عني ويصوب لي قدر طاقته. والله أسأل المغفرة لي ولكم ولسائر المسلمين، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 01, 2024 3:24 pm