www.ahlamontada.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
www.ahlamontada.com

احلى منتدى للبنات فقط


    فقه الصوم

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 57
    تاريخ التسجيل : 31/07/2009

    فقه الصوم Empty فقه الصوم

    مُساهمة  Admin الأحد أغسطس 16, 2009 9:10 am

    خوتي في الله.. مع اقتراب شهر رمضان –بلغنا الله إياه- ، أعيد عليكم مجموعة فقه الصيام ، والتي تم - بفضل الله ومنته- إتمامها وعرضها العام الماضي قبل شهر رمضان ، فقمتُ بمراجعتها مرة أخرى ، وتعديل وتصويب قصورها ، فالله أسأل أن ينتفع بها كل من يقرأها ، وأن يجعل عملنا خالصًا لوجهه الكريم ، وأن يجعله نجاةً لنا من النار.





    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ، وعلى آله وصحبه ، ومن استن بسنته ، واهتدى بهديه ، وسار على نهجه إلى يوم الدين.
    ثم أما بعد...
    فهاهو شهر رمضان قد قارب على المجيء ، وقد بدأ الكثير منا التجهيز لذلك الغائب المنتظر ، فهذا ينتوى قياما ، وذاك ذِكراً ، وآخر اعتكافاً.. .إلخ ، أسأل الله تعالى أن يبلغنا إياه ، وأن يوفقنا فيه لحسن عبادته ، وألا يخرجنا منه إلا بذنب مغفور ، وتجارة لن تبور ، اللهم آمين.
    ولأجل ذلك أيها الكرام أحببت أن نُعِدَّ لهذا الشهر إعداداً وافياً ، وذلك بتناول فقه الصيام، كى يستطيع كلٌ منا أن يجتاز الشهر بسلام.
    هذا وقد رأيت أنه من الأيسر جعله فى صورة سؤال وجواب ، وسأقتصر فيه بأمر الله على القول الراجح فى المسألة ، مع مزيد بيان – إن احتاج الأمر لذلك- ، وذكر الدليل الصحيح من الكتاب أو السنة الصحيحة (إن توفر ذلك) ، أسأل الله العليم القدير أن يفقهنا فى ديننا ، فهو ولى ذلك والقادر عليه.





    س1: ما هو تعريف الصيام لغة واصطلاحاً؟ !ـ

    ج1: الصيام: لغة
    هو الإمساك والامتناع عن الشيء ، لذا يقال: خيل صائم إذا أمسكت وامتنعت عن الصهيل ، ومنه قول المولى – عز وجل-: ((فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَدًا فَقُولِىۤ إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَ ٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ اليَوْمَ إِنْسِيًّا)) [مريم:26] ، والمعنى أي: أمسَكْتُ عن الكلام.


    اصطلاحاً (أو شرعًا)
    هو التعبد لله –عز وجل- بالإمساك عن سائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق ، إلى غروب الشمس ، أو/ هو إمساك بالنية من المكلف عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.




    س2: ما هو دليل مشروعية الصوم؟!ـ


    دليل المشروعية هام جداً، إذ أن الأصل فى العبادة الحظر والمنع –يعني عدم الإباحة ، فلا يجوز لكَ أن تعبد الله بعبادة لم يُشرعها- ، إلا ما قام الدليل على مشروعيته –يعني العبادة التي جاءت نصوص الشرع في الأمر أو الندب إليها ، فهذه التي يمتثلها المسلم-

    ج2: أولاً: من الكتاب:

    قول المولى – عز وجل-: ((يَاۤ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُم ْ تَتَّقٌونَ)) [البقرة:183].


    ثانياً: من السنة الصحيحة:

    بالنسبة لصيام الفرض: عن ابن عمر –رضى الله عنهما-، قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((بُني الإسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله واقامة الصلاة واتاء الذكاةوصوم رمضان))الحديث [متفق عليه].

    وأما صيام التطوع:
    ?صيام يوم ويوم: عن عبد الله بن عمرو بن العاص–رضى الله عنهما- ، عن النبي–صلى الله عليه وسلم-أنه قال: (( خير الصيام صيام داود ، كان يصوم يوماً ويُفطر يوماً)) [متفق عليه].
    ?الثلاثة أيام البيض (15،14،13 من كل شهر قمري): قول النبي –صلى الله عليه وسلم- في حديث ابن عمرو بن العاص السابق: ((...صم من كل شهر ثلاثة أيام ، فذلك صوم الدهر-أو كصوم الدهر-)) [البخاري ومسلم ، واللفظ للبخاري].

    ?الستة التوابع (من شوال): عن أبي أيوب الأنصاري–رضي الله عنه-أن النبي–صلى الله عليه وسلم-قال: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر)) [مسلم].
    ?الاثنين والخميس: عن أسامة بن زيد–رضى الله عنهما-قال: "... فقلت: يا رسول الله إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر ، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم ، إلا يومينإن دخلا في صيامك ، وإلا صمتهما ؟ قال : (( أي يومين ؟ قلت: يوم الاثنين ، ويومالخميس . قال ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين ، فأحب أن يعرض عملي،وأنا صائم )"[حسنه شيخنا الألباني –رحمه الله تعالى-].
    ?يوم عاشوراء ويوم قبله أو بعده: عن عبد الله بن عباس –رضى الله عنهما- قال: قال رسول الله–صلى الله عليه وسلم-: (( لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع)) [مسلم] ، يعني يصوم يومًا مع عاشوراء ، إن أدرك العام المقبل ، ولكن مات النبي –صلى الله عليه وسلم- قبل أن يدركه.
    ?يوم عرفة: عن أبي قتادة–رضي الله عنه- ، وفيه قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (( ...صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التى بعده ، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)) [مسلم].


    ثالثاً: بالإجماع:

    أجمعت الأمة بلا نكير على مشروعية صوم رمضان وفرضيته ، لذا فمن خالف في ذلك فقد أنكر معلوماً من الدين بالضرورة ، وهو كافر إن اسْتَحَلَّ ذلك ، أما إن لم يكن مُستَحِلاً ، إنما متكاسلاً أو غير ذلك ، مع إقراره بفرضيته فلا يُكَفَّر ، وإنما يكون مسلمًا فاسقًا عاصيًا ، تجب عليه التوبة إلى الله تعالى من ذلك ، وأداء ما عليه.







    مراحل تشريع الصيام

    شرع صيام رمضان على مرحلتين:

    المرحلة الأولى:

    مرحلة التخيير: أي تخيير المكلف المطيق للصوم بين أمرين: الصيام، وهو الأفضل، والإفطار معالفدية، وهي إطعام مسكين، فمن زاد على ذلك فهو خير وأبقى.
    وفي هذا جاء قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. أياما معدودات فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرًا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون) (البقرة: 183،184).
    فكان من شاء صام ومن شاء أفطر وفدى.


    والمرحلة الأخرى:

    مرحلة الإلزام والتحتيم: أي الإلزام بالصوم، ونسخ التخيير، الذي رخصت فيه الآية السابقة.
    وفي ذلك نزل قوله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) (البقرة :185).
    ففي الصحيحين عن سلمة بن الأكوع قال: لما نزلت: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) كان من أراد أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها (متفق عليه، اللؤلؤ والمرجان -702). وفي رواية لمسلم: حتى أنزلت هذه الآية: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه).
    وقالت عائشة: كان عاشوراء يصام، فلما نزل فَرْض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر.
    وكذلك روى البخاري عن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود مثله.
    فأوجب الله الصيام على الصحيح المقيم، ورخص في الإفطار للمريض والمسافر.
    وهذا هو المنهج الحكيم الذي اتخذه الإسلام في تشريعاته، سواء في فرض الفرائض أم في تحريم المحرمات، وهو منهج التدرج في التشريع، الذي يقوم على التيسير لا التعسير.
    وهذه المرحلة الإلزامية جاءت أيضًا على رتبتين، كان في الأولى تشديد عليهم، وفي الثانية تخفيف ورحمة.
    فقد كانوا يأكلون ويشربون ويباشرون نساءهم ما لم يناموا أو يصلوا العشاء فإذا ناموا وصلوا العشاء لم يجز لهم شيء من ذلك إلى الليلة القابلة.
    وقد وقع لرجل من الأنصار أنه كان يعمل طول يومه، فلما حضر وقت الإفطار انطلقت امرأته لتطلب له الطعام، فلما حضرت وجدته قد غلبته عينه من الجهد ونام، دون أن يتناول طعامًا، وعندما انتصف النهار في اليوم التالي غشي عليه من شدة المشقة.
    كما روي أن بعض الصحابة - ومنهم عمر وكعب بن مالك - قد أصابوا من نسائهم بعد ما ناموا، أو نامت نساؤهم، وشق عليهم ذلك، وشكوا للنبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله الآية الكريمة التي تمثل المرحلة الثالثة التي استقر عليها أمر الصيام، وهي قوله تعالى: (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون) (البقرة :187).
    ففرح بها المسلمون فرحًا شديدًا، فقد أباح لهم الرفث - أي الجماع - والطعام والشراب في جميع الليل، إلى تبين الفجر، رحمة ورخصة ورفقًا، وعفا عما وقع منهم من تجاوزات

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 01, 2024 5:25 pm